
على الرغم من أن هاتفنا الذكي يعد وسيلة رائعة للتواصل، إلا أنه يمكن أن يخبرنا كثيرًا عن سلوك شريكنا.
غالبًا ما يستند الزوجان إلى الثقة. ومع ذلك، ليس من غير المألوف أن يرغب الشخص في إخفاء بعض الأسرار الصغيرة عن شخص يحبه ويتشارك معه حياته اليومية. سواء كانت معلومات عادية أو أسرار من شأنها أن تهدد العلاقة، فإن الأسرار يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الحياة العاطفية.
هذا ما أراد باحثان تركيان التحقق منه منذ عدة أشهر. هدفهم؟ إبلاغ الناس بل وتنبيههم حول ظاهرة “فوبينغ”. هذا المصطلح، الذي يأتي من مزيج بين كلمتي “هاتف” و”تجاهل”، يعبر عن سلوك أكثر شيوعًا مما نعتقد. إنه عادة يمارسها بعض الأشخاص عند استخدام هواتفهم لتجاهل الآخرين الموجودين معهم جسديًا.
تسمح هذه الظاهرة، التي تزداد شيوعًا، للأشخاص المعنيين بتجنب أي تفاعل اجتماعي مع الآخرين والتركيز فقط على هواتفهم الذكية، والتي غالبًا ما تُعتبر أكثر إثارة للاهتمام. وهذه عادة يمكن أن تصبح ضارة بسرعة، خاصة داخل العلاقة الزوجية.
درس علماء النفس الأتراك سوات كيلتشارسلاين وإيزيت بارماكسز عادات نحو 700 رجل وامرأة من مختلف الأعمار بمتوسط عمر حوالي 37 عامًا. الدراسة المعنية اعتمدت على مجموعة من الأسئلة التي تم إرسالها للزوجين حول علاقتهم بالهاتف الذكي والتواصل مع شريكهم. كان يتعين على المشاركين التعبير عن عاداتهم المتعلقة بالتواصل مع شريكهم وكذلك استخدام هواتفهم عندما يكون شريكهم موجودًا في الغرفة معهم.
كانت النتائج واضحة: الزوجان الذين يمارسون “فوبينغ” أكثر هم أيضًا من يواجهون أكبر صعوبات في علاقتهم. شعور بالتجاهل وعدم الانتباه من الطرف الآخر تكرر عدة مرات في الدراسة. وبالتالي، فإن غياب التواصل المباشر له تأثير كبير على رفاهية الزوجين وقدرتهما على الازدهار. قد يشعر شريكك بأنه أقل انجذابًا إليك أو ارتباطًا بك إذا استمريت في استخدام هاتفك الذكي بينما هو قريب منك جسديًا.
بالإضافة إلى هذه الملاحظة، تسلط الدراسة التي أجراها العالمان الضوء أيضًا على استخدامنا المكثف للهاتف الذكي، حتى عندما لا تكون الظروف مناسبة حقًا. يمكن أن تكون الإدمان على الشاشات مشكلة تؤثر سلبًا على العلاقات، لذلك من الأفضل القلق إذا كان شريكك معتادًا على استخدام هاتفه الذكي أثناء وجودك. فقد يكون يخفي عنك أن علاقتكما لا تسير كما كنت تعتقد.