في عام 2018، اكتشف علماء الفلك زوجًا من النجوم القزمة البنية التي تدور حول بعضها في نظام نادر يعرف باسم الثنائي المتخفي. تظهر الملاحظات الإضافية أن الثنائي، المسمى 2M1510، أكثر تفردًا مما كان يعتقد سابقًا.
يبلغ الباحثون عن اكتشاف كوكب خارج المجموعة الشمسية، يسمى 2M1510 (AB) b، يدور حول نجمه المضيف بزاوية 90 درجة — ما يعرف بالمدار القطبي — بالنسبة لمستوى مدار النجوم القزمة البنية. يعد هذا الاكتشاف، الذي تم بفضل التلسكوب الكبير جدًا التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي (ESO)، أول مرة يوثق فيها العلماء دليلًا قويًا على وجود “كوكب قطبي” يدور حول زوج نجمي، كما هو موضح في دراسة نُشرت يوم الأربعاء في مجلة Science Advances.
قال أماروي تريود، أحد مؤلفي الدراسة وعالم الفلك في جامعة برمنغهام في المملكة المتحدة، في بيان صادر عن ESO: “كوكب يدور ليس فقط حول ثنائي، بل حول ثنائي قزم بني، ويكون أيضًا في مدار قطبي، هو أمر رائع ومثير للغاية.”
حتى الآن، اكتشف علماء الفلك 16 كوكبًا يدور حول الثنائي، وفقًا للدراسة: كواكب خارج المجموعة الشمسية تدور حول نجمتين. ومع ذلك، فإن مدارات هذه الكواكب عادة ما تكون على نفس المستوى الذي تدور فيه النجوم الثنائية حول بعضها. قبل الاكتشاف الأخير، كان العلماء قد افترضوا فقط وجود مثل هذا النظام مع كوكب محيطي يدور في مدار عمودي—ويعرف أيضًا بالمدار القطبي—استنادًا إلى أدلة مثل اكتشاف أقراص تشكيل الكواكب العمودية حول أزواج من النجوم.
قال توماس بايكروفت، طالب دكتوراه في علم الفلك والفيزياء الفلكية في جامعة برمنغهام ومؤلف الدراسة الرئيسي: “أنا متحمس بشكل خاص للمشاركة في اكتشاف دليل موثوق على وجود هذه التكوينات.”
بالإضافة إلى المدار القطبي للكوكب الخارجي، فإن الزوج من النجوم القزمة البنية نفسه نادر بشكل استثنائي. يشكلون ثنائيًا متخفيًا، مما يعني أن مساراتهم المدارية تجعلهم يحجبون بعضهم البعض كما نراهم من الأرض. يتكون 2M1510 من الزوج الثاني فقط من النجوم القزمة البنية المخفية المعروفة للعلم.
أثناء دراسة هذين النجمين القزمين البنيين، لاحظ تريود، وبايكروفت، وزملاؤهم أن مساراتهم المدارية كانت “مدفوعة ومُسحوبة” بطريقة غريبة. هذا أشار إلى وجود كوكب خارجي على مستوى مداري غير عادي، والذي افترض الباحثون أن جاذبيته تؤثر على الزوج الثنائي، وفقًا للبيان.
أضاف بايكروفت: “راجعنا جميع السيناريوهات الممكنة، والسيناريو الوحيد المتوافق مع البيانات هو إذا كان هناك كوكب في مدار قطبي حول هذا الثنائي.”
اختتم تريود قائلاً: “كان الاكتشاف… صدفة، بمعنى أن ملاحظاتنا لم تُجمع بحثًا عن مثل هذا الكوكب، أو التكوين المداري. وبالتالي، فإنه مفاجأة كبيرة.” وتابع: “بشكل عام، أعتقد أن هذا يظهر لنا كعلماء فلك، ولكن أيضًا للجمهور بشكل عام، ما هو ممكن في الكون الرائع الذي نعيش فيه.”
